الأحد، 11 يناير 2015

أخي الجندي جعلني معاق مع أنني أردد حماة الديار عليكم سلام دائما

هذه الصورة لطفل معاق في مخيمات النزوح وليست صورة بطل القصة

حصلت مع الطفل أحمد من مدينة الرستن يبلغ من العمر 11 عام 
أحمد : ولدت في مدينة الرستن وتربيت فيها ولم أستطع  إكمال دراستي بسبب الحرب التي اشتعلت في المدينة 

حيث أن أبي أخذنا للعيش خارجها خوفا من القصف والاشتباكات التي تحصل وحرصا على سلامتنا التي لم تتحقق ولدي أخي الكبير ملازم أول في الجيش السوري
فيعد أكثر من سنة  ونصف من خروجنا للعيش في قرية قريبة إلا أنها أمن لا تتعرض إلى القصف سمع أبي من وسائل الإعلام عن هدنة في المدينة وإيقاف لإطلاق النار أو ما شابه ذالك فقرر العودة إلى الرستن في زيارة سريعة ليطمئن على بيتنا وما حل فيه من دمار
فأصررت عليه كما يفعل كل طفل يرغب بمرافقة أبيه في أي مشوار يذهبه ولأعلم ما ينتظرني من خطر بالرغم من أن أبي رفض أن يأخذني  معه في بداية الأمر إلا أنه رضخ تحت إلحاحي عليه وعندما وصلنا إلى المنزل طلب مني أن أبقى بعيدا عن المنزل  لأنه قريب من كتيبة الهندسة ومدمر جزئيا ويمكن للجنود في الكتيبة أن يشاهدونا من خلال فتحات الدمار في المنزل وهذا ما حصل حيث أنني أصبت بطلق ناري في قدمي أسعفت على الفور إلى المستشفى القريب وهناك أصبحت معاق أعجز عن الحركة إلا من خلال جهاز مركب في قدمي  وكنت مستغرب كيف أطلق أخي علي النار فأن أعتقد أن أخي كان هناك مع الجنود !!!!
وبعدها عدنا إلى منزل أحد أقربائنا في الرستن لم يدمر بعد لأن أبي لم يعد يستطيع العودة بي إلى مناطق النظام خوفا من الإعتقال
في بداية الأمر خفت من نظرة الناس إلي كمعاق وخفت من استهزاء الأطفال وأصدقائي بي فإمتنعت عن الخروج من المنزل حتى أتى شاب إعلامي يسكن بالقرب منا وحدثني أن إصابتي فخر وأني أفضل من أصدقائي مما شجعني وخرجت وتجولت في شوارع الرستن مستعينن بالجهاز ومن ثم ذهب إلى منزل قريب يجتمع فيه الأطفال ويأتي أحد المعلمين الذين لم يغادر المدينة يعلمهم بعض الكلمات والحروف وأساسيات الرياضيات وهناك إلتقيت بصديقي محمود الذي كنت أكثر ما أخاف من استهزائه بي ولكن عندما إلتقيت به فعلا كنت أفضل منه حالا فصديق محمود بترت ساقه كامل ولا يستطيع المشي ويحتاج إلى من يحمله فقد سقطت قذيفة هاون على منزلهم أصيب بها  ربم أيضا أخي من أطلقها
وهنا قررت أني سوف أتخطى إصابتي واكمل حياتي لأكون طبيب كما أحمل
وخرجت أنا وصديقي محمود إلى أمام السبورة وأمام أصدقائنا ورددنا معا نشيد حماة الديار عليكم سلام الذي نحفظه جيدا
ولكن يبقى السؤال لماذا الجندي أطلق علي النار مع أنني أردد حماة الديار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق