الجمعة، 26 سبتمبر 2014

"فلاشة الشعيبي" تكشف أسرارها : "إسرائيل" يا أمّاً حنون !



"ودوني على إسرائيل" (خذوني إلى إسرائيل) كلمات كررها ثلاث مرات أحد مقاتلي "الجيش الحر" قبل أن يفارق الحياة، خلال تلقيه العلاج في أحد المستشفيات الأردنية. 
 
" الشهيد" خليل خالد البلبيسي، كما أطلقت عليه صفحة "اتحاد تنسيقيات شباب الثورة في مدينة نوى"، بريف درعا، على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، والتي قامت بنشر تسجيل مصور له على موقع "يوتيوب" يتضمن آخر ما قاله قبل أن يفارق الحياة.
 
البلبيسي، الذي أطلقت عليه الصفحة المعارضة لقب "شهيد"، والذي تناقل مئات الناشطين التسجيل المصور الذي يتضمن وصيته قبل وفاته ( ودوني على اسرائيل)، بين من نعاه، ورثاه، و شتمه، جاء في سياق التغيير الكبير الذي يشهده المشهد السياسي السوري.
 
فبعد أن كانت "إسرائيل"، العدو و "الفزاعة" وتهمة جاهزة يتم تلبيسها لأي تيار أو توجه سياسي لـ "حرقه" و خلق تيار شعبي رافض له، يخنقه، وينهيه، تغيرّت المعادلة، مع ضياع "البوصلة".
 
ملامح الصورة الجديدة لـ "إسرائيل" تبلورت منذ أن كشفت قبل نحو شهرين، أنها تستقبل في مستشفياتها جرحى "الثوار" من سوريا لتتحول من "فزاعة" إلى "أم رؤوم" و "دولة إنسانية" ترعى شؤون الإنسان وتعالجه حتى وإن كان عدوا لها.
 
وبعيداً عن الحديث عن دور وسائل الإعلام ، وخاصة تلك الناطقة باللغة العربية، التي دأبت على مدار السنوات الأربع الماضية على إجراء مقارنات ومقاربات بين الأوضاع في سوريا، وتلك التي تجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يبقى لافتاً في الوقت الحالي حالة التبلد الشعبي، واندثار الحساسية من "إسرائيل"، ككيان محتل وعدو مغتصب، في الشارع السوري، وخصوصاً في تلك المناطق التي تعيش وقائع حرب يومية دامية.
 
كمال اللبواني، عضو "الإئتلاف "المعارض، والذي زار "تل أبيب" ممثلا لـ "الإئتلاف"، يطل يومياً عبر وسائل الإعلام "الإسرائيلية" مغازلاً الكيان المحتل وطالباً يد العون. يقول في آخر تصريح له، خلال زيارة لمركز "زيف" الطبي، الذي يستقبل جرحى المسلحين "أشعر بالتقدير الكبير ..وأعتبره لفتة إنسانية مؤثرة تمهد الطريق لتآلف القلوب بين الشعبين"، هكذا يغدو المستوطنين "شعباً".
 
و يتابع المعارض "البارز" : " لقد جئت إلى المركز لأشكركم .. إن الأسد داخل سوريا يدعي بأن الإسرائيليين هم العدو، ولكن هنا في المستشفى نرى إسرائيل على حقيقتها ... ".
 
وفيما يبدو فإن هذه الحقيقة التي توصل إليها اللبواني، هي ذاتها التي تحدث عنها كثير من قادة المسلحين، منذ بداية الأحداث وحتى الآن، إلا أنها أكثر وضوحاً هذه المرة، إذ لم تعد مجرد "اتهامات" بوثائق سرية مخزنة في "فلاشة الشعيبي" ، الباحث (علي الشعيبي) الذي أطل في بداية الأحداث عبر لقاءات متلفزة مؤكداً امتلاكه معلومات عن وجود علاقات بين المتظاهرين حينها وجهاز الاستخبارات "الإسرائيلية" مخزنة لديه عبر "فلاش ميموري".
 
كما لم يعد الحديث عن العاقات الوطيدة "اتهاماً"، أو "تسريبات" أو حتى مدعاة للاستحقار، و لم تعد إسرائيل "فزاعة"، ولم تعد زيارة فريق كرة قدم مشهور لها، أو زيارة لمغنية شهيرة، سبباً لمقاطعة هذا الفريق وتلك المغنية، كما لم تعد العلاقة معها "تطبيعاً".
 
ولم تعد زيارة لجنة تحكيم برنامج "أرب آيدول"، الذي يعرض على قناة "ام بي سي" السعودية، للأراضي المحتلة، ووجود ختم "إسرائيلي" على جوازات سفر أعضاء اللجنة (أو حتى بعض الفنانين كأصالة مثلاً) جرماً جنائياً، أو حتى أخلاقياً على الأقل في عصر "الربيع العربي"، ليغدو حلم اللجوء إلى الكيان المحتل آخر كلمات يلفظها إنسان يفترض انه كان يحلم ببتر هذا الكيان واستعادة أرض وشرف مسلوبين !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق