الأربعاء، 30 يوليو 2014

حلم المعتقلات في سجون الأسد .. الموت

بعد اعتقال دام أكثر من عامين.. خرجت هناء البالغة من العمر 23 عاماً من فرع الامن العسكري بحمص منذ أيام وهي تحمل على يدها طفلاً حملت به داخل السجن ؛ خرجت تهيم على وجهها لا تعرف أين تذهب؛ ولا تعرف ماذا تقول لأهلها، وجيرانها.
 
 دخلت إلى أحد البيوت واستجارت بهم وبعد عدّة أيام قضتها هناك قررت التحدث بما جرى داخل فرع الأمن العسكري بحمص الذي يديره قتلة .

بدأت هناء بالتحدث ووصف ما عانته هناك: دخلنا بنات عذراوات وخرجنا أمهاتٍ لأطفال.

يقول أحد ممن استمع لقصتها: تحدثت وفي قلبها حرقة، وفي صدرها غصة؛ عيناها تحدّث بأكثر من الذي تبوح به شفتاها، بكت كثيراً.. وبحرقة، تتركنا وتذهب إلى الغرفة الثانية لترضع طفلها، وبعد عودتها سألناها أين قُبض عليكِ، أين أهلك أين زوجك وكم بقيت معتقلة في هذا السجن؛ نظرت إليّ نظرة أحسست أنها نظرة استهزاء قالت لي: أنت من الجيش الحر؟ قلت لها لا.. لماذا، قالت: إذا كنتم رجالاً اقصفوا هذا المكان، اقصفوه قبل أن تخرج بناتكم يا مسلمين وهنّ يحملن على أياديهن أطفالاً من القتلة. إذا بقي فيكم قليلاً من نخوةٍ وشرف لا تتركوا هذا المكان ولا لحظة واحدة. 

 قلت لها: يوجد فيه أسرى من الرجال والنساء.. أجابته: كل البشر الذين بداخله يتمنون الموت، رجالاً كانوا أم نساءً أم أطفالاً.. جميعهم يتمنون الموت على أن يبقوا بين يدي أناس لا يعرفون الله.. أناسٌ يعلنون الحرب على الله.. دخلت السجن وأنا فتاةٌ عذراء أخذوني من الطريق أنا وأخي.. خرجت اليوم أحمل هذا الطفل.. كانوا يأتون إليّ كلَّ  يوم كالذئاب، قالوا لي إننا سنخرجك من هنا إلى قبرك.. ولكن يجب أن تحملي وتلدي.. وبالنهاية قالوا لي اذهبي.. واحفري قبرك بيدك...

غداف راجح - سراج برس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق