الاثنين، 22 ديسمبر 2014

أطفال الرستن ..ما بين برد الشتاء وانقطاع الحليب

عادت مشكلة انقطاع مادة الحليب عن مدينة الرستن لتتصدر هموم الأهالي واولى مشاكلهم 

مع بداية فصل الشتاء ببرده القارس وقلة الإمكانيات للأهالي زاد همهم وتخوفهم على اطفالهم بسبب انقطاع مادة الحليب بشكل كامل حيث اعتاد الأهالي الحصول على علبة حليب اسبوعيا من مكتب رعاية الطفل والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة الذي يعتبر الجهة الوحيدة التي تمد الأهالي بمادة الحليب بشكل مجاني كون سعر العلبة الواحدة في الصيدليات يبلغ ما يقارب ال1000 ل.س اي ما يقارب 5 دولار وهذا ما يعجز الأهالي عن تأمينه بسبب الحالة الاقتصادية السيئة للأهالي
الآنسة مها ايوب رئيسة مكتب رعاية الطفل والأمومة في الرستن قالت  لقد استقبلنا في يوم واحد ما يقارب ال800 مراجع في المكتب يريدون الحليب ولكن مع الأسف قلة الإمكانيات المتوفرة لنا وعدم وجود مورد ثابت لمادة الحليب دفعنا للاعتذار من الأهالي وكانت عبارتنا الوحيدة ((ادعوا معنا لكي يمن الله علينا بمصدر يأمن الحليب ونستطيع تأمينه لكم ))
ان ما يؤلمنا ويترك في قلوبنا غصة كبيرة  هو قدوم الأهالي في هذا البرد القارس وتحت براميل المروحية وقذائف النظام  ومن اماكن بعيدة مشيا على الاقدام من اجل استلام علبة حليب واحدة فقط ويعود مكسور القلب بسبب عدم تمكننا من تامينها ونحن نعلم ان علبة واحدة اسبوعيا لاتكفي الطفل  ولكن الإمكانيات المتوفرة لدينا لا تتناسب مع  تزايد اعداد الاطفال حديثي الولادة المسجلين لدينا اسبوعيا اضف الى ان كمية الحليب غير كافية للأطفال اصلا
أكثر شيء يحزننا هو وجود 1200 طفل داخل مدينة الرستن الباردة المعتمة ليلا المقطوعة عن ابسط مقومات الحياة يحتاجون للحليب ونحن غير قادرين على تأمينه
لقد  وجهنا نداءات لكافة الجهات الإغاثية والإنسانية لدعمنا بمادة الحليب ولكن مع الأسف الاستجابة لنداءاتنا كانت قليلة جدا وان وجدت  لا تكفي  سوى ليوم واحد أملنا بالله  اولا وبأصحاب القلوب الدافئة والأيادي البيضاء وكل من يسمع نداءاتنا بالنظر لأطفال الرستن بشيء من الرحمة لحال اطفالنا وليضع كل انسان نفسه في موقع هدا الأب الذي ينظر إلى طفله جائع امامه ولايستطيع تقديم شيء له راجين ان تكون اصوتنا هذه المرة تصل الى قلوبهم وتخاطب ضمائرهم لان الوضع بات يشكل كارثة انسانية اذا استمر الوضع على هذا الحال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق